-A +A
حامد الإقبالي ـ الليث
أكد لـ «عكاظ» المهرب (م،ع)، الذي نقل متسللين من مدينة محايل عسير باتجاه جدة ونجا من الموت بأعجوبة، أنه تحول إلى تهريب المتسللين طمعا في الثراء السريع، مشيرا إلى أنه كان يشاهد المهربين وقد تحولوا إلى أصحاب أموال في سنوات عديدة.
وسرد المهرب رحلة الموت ـ كما يطلق عليها ـ، بأنه تعرف خلال عمله في نقل الأشخاص من مكة إلى جدة بأسعار زهيدة، على عدد من المهربين الذين أقنعوه بفكرة تهريب المتسللين من جازان إلى جدة بمبلغ 100 ريال على الشخص، وأغراه المبلغ ـ على حد قوله ـ، دون الانتباه إلى مخاطر العمل، وتوقفت في مدينة محايل عسير وعثرت على أربعة متسللين يمنيين وطلبوا مني إيصالهم إلى جدة بـ ألفي ريال، على كل شخص 500 ريال، ووافقت فورا، وصعدوا في سيارتي وبدأت رحلة الموت.

واستطرد (م،ع) توقفت لالتقاط أنفاسي والألم في كليتي بسبب العطش، حيث شاهدت عددا من سيارات المهربين تسلك طرقا ترابية قبل الليث، وتبعتها لتلافي نقطة تفتيش الشعيبة، وحين سلكت الطريق كان مدفونا بالرمال المتحركة لكنني غامرت على أمل تجاوزه، غير أن السيارة علقت بالرمال، ولم أتمكن من إخراجها، بسبب عطل أصاب المحرك، فما كان مني سوى اللجوء إلى الدفاع المدني لإنقاذنا، إلا أن الجوال كان بدون شحن ما زاد في الأمر سوءا.
وفي هذه الأثناء يتابع (م،ع) هبت عاصفة رملية قوية أفقدتنا صوابنا، وازداد إلحاح العطش في دمائنا، ليخيم علينا الليل وقد أنهكت أجسامنا وتلاشت قدرتنا على الحراك، كما أننا لم نعثر طيلة ذلك اليوم على أحد يمدنا بقطرة ماء، فتركت المتسللين بجانب السيارة وتهت في البراري، علّي أجد من يسقيني ويروي المتسللين، ومشيت لمسافة تزيد على ثلاثة كيلو مترات، حيث عثر عليّ شخص يدعى محمد الحاتمي (راعي أغنام)، وأنا في حالة غيبوبة، ووضعني في سيارته وأبلغ شرطة غميقة التي حضرت فورا إلى الموقع ونقلتنا جميعا إلى المستشفى باستثناء أحد المتسللين الذي تاه في الصحراء.
وشرح (م،ع) وضعه المادي بالقول: إنه لم يجد عملا منذ تخرجه من الكفاءة المتوسطة قبل سنوات، وأنه يعيل والديه وشقيقه الصغير، إضافة إلى زوجته، مضيفا، أنه بدأ العمل في هذا المجال سائقا ينقل المسافرين عبر الطريق الساحلي بمبالغ تصل إلى 40 ريالا من مكة وجدة.
وأحال مستشفى الليث العام أمس أحد المصابين في حادث المتسللين إلى شرطة الليث لاستكمال التحقيقات معه.